فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أو {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} فـ (حَصِرَةً) اسمٌ نَصَبْتَهُ على الحال و{حَصِرَتْ} فَعِلَتْ وبها نقرأ.
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
قال: {فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً}.
وقال: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ} أي: فعليه ذلك.
وقال: {إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ}: فَعَلَيْكُمْ ذلِكَ إلاَّ أَنْ يَصَّدّقوا*.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلك كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
قال: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ} وقال بعضهم {فَتَثَبَّتُوا} وكلُّ صواب لأنك تقول تَبَيَّنْ حالَ القَوْمِ وتَثَبَّتْ. ولا تُقْدِمْ حَتَّى تَتَبَيَّنْ وحَتّى تَتَثَبَّتْ.
{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}.
قال: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} مرفوعة لأنك جعلته من صفة القاعدين. وإنْ جررته فعلى المُؤْمِنِين وإِنْ شئت نصبته اذا أخرجته من أول الكلام فجعلته استثناء وبها نقرأ. وبلغنا انها أنزلت من بعد قوله: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} ولم تنزل معها، وانما هي استثناء عنى بها قوما لم يقدروا على الخروج ثم قال: {وَالْمُجَاهِدُونَ} يعطفه على القاعدين لأن المعنى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ}. وقال: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} {دَرَجَاتٍ مِّنْهُ} [96] يقول فعل ذلك درجات منه. وقال: {أَجْرًا عَظِيمًا} لأنه قال: فَضَّلهم فقد أخبر انه آجرهم فقال على ذلك المعنى كقولك: أمَا وَاللّهِ لأَضْرِبَنَكَ إيجاعًا شَدِيدًا لأنَّ معناه: لأُوْجِعَنَّكَ.
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} وقال: {أُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ} [98] لأنه استثناهم منهم كما تقول: أُولئِكَ أَصْحابُكَ إِلاّ زَيْدًا و: كُلُّهُم أَصْحابُكَ إِلاّ زيدًا. وهو خارج من أول الكلام.
{وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
قال: {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ} أي. تَيْجَعُون. تقول: ألِمَ يَأْلَمُ أَلَما.
{هَا أَنْتُمْ هؤلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}.
قال: {هَا أَنْتُمْ هؤلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ} فرد التنبيه مرتين كما قال: {هَا أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ} أراد التوكيد.
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلك ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} وقال: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ} يقول: إلاّ في نَجْوى مَنْ أمَرَ بِصَدَقَةً.
{وَللَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}.
قال: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ} أيْ بأَنْ اتَّقُوا الله.
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} وقال: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} فموضع {كَانَ} جزم والجواب الفاء وارتفعت {يُرِيدُ} لأنه ليس فيها حرف عطف. كما قال: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ}، وقال: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} فجزم لأن الأول في موضع جزم ولكنه فعل واجب فلا ينجزم، و{يُرِيدُ} في موضع نصب بخبر {كَانَ}. وقال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [128] فجعل الاسم يلي {إنْ} لأَنَّها أَشَدُّ حروف الجزاء تمكنا. وإنَّما حسن هذا فيها اذا لم يكن لفظ ما وقعت عليه جزما نحو قوله: [من البسيط وهو الشاهد الثامن والسبعون بعد المائة]
عاوِدْ هَراةَ وإِنْ مَعْمُورُها خَرَبا

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
قال: {إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} لأنّ {أوْ} هاهنا في معنى الواو.أَو يكون جمعهما في قوله: {بِهِما} لأنهما قد ذكرا نحو قوله عز وجل: {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا}. أوْ يكونُ أضمرَ {مَنْ} كأنه إنْ يَكُنْ مَنْ تَخاصَم غَنِيًّا أوْ فَقِيرًا يريد غنيين أو فقيرين يجعل مَنْ في ذلك المعنى ويخرج {غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا} على لفظ من.
وقال: {وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ} لأنها من لَوى يَلْوِى. وقال بعضهم {وإِنْ تَلُوا} فان كانت لغة فهو لاجتماع الواوين، ولا أراها إِلاّ لحنًا إلاّ على معنى الوِلاية وليس للوِلايَة معنى هاهنا الا في قوله وإِنْ تَلُوا عَلَيْهِم فطرح {عَلَيْهِم} فهو جائز.
{لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.
قال: {لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} لأنه حين قال: {لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ} قد أخبر أنه لا يحل. ثم قال: {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} فانه يحل له أن يجهر بالسوء لمن ظلمه. وقال بعضهم {ظَلَم} على قوله: {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ} [147] فيكون {إِلاَّ مَن ظَلَم} على معنى إِلاّ بِعَذابِ مَنْ ظَلَم.
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلًا}.
قال: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ} فـ {ما} زائدة كأنه قال فبنقضهم.
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}.
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ} {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ} [157] كله على الأول.
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وقال: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ} فانتصب لأن الفعل قد سقط بشيء من سببه وما قبله منصوب بالفعل.
و{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} الكلام خلق من الله على غير الكلام منك وبغير ما يكون منك. خلقه الله ثم أوصله الى موسى.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} وقال: {فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ} فنصب {خَيْرًا لَكُمْ} لأنه حين قال لهم {آمِنُواْ} أمرهم بما هو خير لهم فكأنه قال: اعْمَلُوا خيرًا لكم وكذلك {انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ} [171] فهذا انما يكون في الأمر والنهي خاصة ولا يكون في الخبر، لأنّ الأمْر والنهي لا يضمر فيهما وكأنك اخرجته من شيء الى شيء. وقال الشاعر: [من السريع وهو الشاهد التاسع والسبعون بعد المائة]
فَفواعِديه سَرْحَتَيْ مالِكٍ ** أو الرُّبا بَينَهُما أسَهْلا

كما تقول: واعديه خيرًا لك وقد سمعت نصب هذا في الخبر تقول العرب: آتى البيتَ خيرًا لي وأتركُهُ خيرًا لي وهو على ما فسرت في الأمر والنهي.
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِن امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
قال: {إِن امْرُؤٌ هَلَكَ} مثل {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ} تفسيرهما سواء. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة النساء مدنية كلها.
1- {وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً} أي نشر في الأرض.
{تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} من نصب أراد: اتقوا اللّه الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ومن خفض أراد: الذي تساءلون به وبالأرحام. وهو مثل قول الرجل:
نشدتك باللّه والرحم.
2- {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ} أي مع أموالكم مضمومة إليها.
و(الحوب) الإثم. وفيه ثلاث لغات: حوب. وحوب. وحاب.
3- {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى} أي فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى. يقال: أقسط الرجل: إذا عدل ومنه.
قول النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله: «المقسطون في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة».
ويقال: 222 قسط الرجل: إذا جار، بغير ألف. ومنه قول اللّه: {أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [سورة الجن آية: 15].
3- {ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا} أي ذلك أقرب إلى ألا تجوروا وتميلوا. يقال: علت عليّ، أي جرت عليّ. ومنه العول في الفريضة.
4- {وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ} يعني المهور. واحدها صدقة. وفيها لغة أخرى: صدقة.
{نِحْلَةً} أي عن طيب نفس. يقول ذلك لأولياء النساء، لا لأزواجهن، لأن الأولياء كانوا في الجاهلية لا يعطون النساء من مهورهن شيئا. وكانوا يقولون لمن ولدت له بنت: هنيئا لك النّافجة. يريدون أنه يأخذ مهرها إلا فيضمها إلى إبله. فتنفجها. أي تعظّمها وتكثّرها. ولذلك قالت إحدى النساء في زوجها:
لا يأخذ الحلوان من بناتيا تقول: لا تفعل ما يفعله غيره. والحلوان هاهنا: المهور.
وأصل النّحلة العطية. يقال: نحلته نحلة حسنة. أي أعطيته عطية حسنة. والنحلة لا تكون إلّا عن طيب نفس. فأما ما أخذ بالحكم فلا يقال له نحلة.
5- {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ} أي: لا تعطوا الجهلاء أموالكم، والسفه الجهل. وأراد هاهنا النساء والصبيان.
{قِيامًا} وقواما بمنزلة واحدة. يقال: هذا قوام أمرك وقيامه، أي: ما يقوم به أمرك.
6- {وَابْتَلُوا الْيَتامى} أي اختبروهم.
{حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ} أي بلغوا أن ينكحوا النساء.
{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} أي علمتم وتبينتم. وأصل آنست:
أبصرت.
{وَبِدارًا أَنْ يَكْبَرُوا} أي: تأكلوها مبادرة أن يكبروا فيأخذوها منكم.
{وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} أي ليترك ولا يأكل.